فصل: الإعراب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة السجدة: آية 28].

{وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إنْ كُنْتُمْ صادقينَ (28)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {متى} اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ هذا {الفتح} بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- {كنتم} فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.
جملة: {يقولون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {متى هذا الفتح} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كنتم صادقين} لا محلّ لها استئنافيّة. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

.[سورة السجدة: الآيات 29- 30].

{قُلْ يَوْمَ الْفَتْح لا يَنْفَعُ الَّذينَ كَفَرُوا إيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرضْ عَنْهُمْ وَانْتَظرْ إنَّهُمْ مُنْتَظرُونَ (30)}.

.الإعراب:

{يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {لا ينفع}، {لا} نافية {الذين} مفعول به، والفاعل {إيمانهم} الواو عاطفة لا مثل الأولى، ونائب الفاعل في {ينظرون} هو الواو.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا ينفع} {إيمانهم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا هم ينظرون} في محلّ نصب معطوفة على جملة لا ينفع.
وجملة: {ينظرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
(30) الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {عنهم} متعلّق بأعرض، الواو عاطفة.
وجملة: {أعرض عنهم} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أعرضوا عنك فأعرض.
وجملة: {انتظر} معطوفة على جملة أعرض.
وجملة: {إنّهم منتظرون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(32) سورة السجدة مكيّة وآياتها ثلاثون.
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.

.[سورة السجدة: الآيات 1- 5].

{الم (1) تَنْزيلُ الْكتاب لا رَيْبَ فيه منْ رَبّ الْعالَمينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ منْ رَبّكَ لتُنْذرَ قَوْمًا ما أَتاهُمْ منْ نَذيرٍ منْ قَبْلكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذي خَلَقَ السَّماوات وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما في ستَّة أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْش ما لَكُمْ منْ دُونه منْ وَليٍّ وَلا شَفيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبّرُ الْأَمْرَ منَ السَّماء إلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيْه في يَوْمٍ كانَ مقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ (5)}.

.الإعراب:

{الم تَنْزيلُ الْكتاب لا رَيْبَ فيه منْ رَبّ الْعالَمينَ} ألم خبر لمبتدأ محذوف وقد تقدم القول مفصلا في ذلك وتنزيل الكتاب مبتدأ ولا نافية للجنس وريب اسمها وفيه خبرها والجملة حال من الكتاب ومن رب العالمين خبر تنزيل وهناك أعاريب أخرى ضربنا صفحا عنها وقد تقدم في أول البقرة ما يشبه هذا.
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ منْ رَبّكَ} أم هي المنقطعة الكائنة بمعنى بل الاضرابية وهمزة الاستفهام الانكارية ويقولون فعل مضارع مرفوع والواو فاعل وجملة افتراه مقول القول وافتراه فعل ومفعول به والفاعل مستتر تقدير هو يعود على محمد وبل إضراب ثان يفيد ابطال قولهم وهو مبتدأ ولحق خبر ومن ربك حال.
{لتُنْذرَ قَوْمًا ما أَتاهُمْ منْ نَذيرٍ منْ قَبْلكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} اللام للتعليل وتنذر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوان بعد لام التعليل وفاعل تنذر مستتر تقديره أنت وقوما مفعول به أول والمفعول الثاني محذوف إذ التقدير لتنذر قوما العقاب، وما نافية وآتاهم فعل ومفعول به ومن حرف جر زائد والجملة صفة لقوما ومن قبلك صفة لنذير ويجوز أن يتعلق بآتاهم وجملة ما آتاهم المنفية في محل نصب صفة لقوما ويجوز العكس، ومفعول تنذر الثاني محذوف أي لتنذر قوما العقاب، وجوز بعضهم أن تكون ما موصولة والتقدير لتنذر قوما العقاب الذي أتاهم من نذير من قبلك، ومن نذير متعلقان بأتاهم أي أتاهم على لسان نذير من قبلك وبواسطته فما مفعول به ثان وانذر يتعدى إلى اثنين قال تعالى: {فقل أنذرتكم صاعقة} ولعل واسمها وجملة يهتدون خبرها وجملة الترجي حال من فاعل لتنذر أي لتنذرهم راجيا لاهتدائهم.
{اللَّهُ الَّذي خَلَقَ السَّماوات وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما في ستَّة أَيَّامٍ} اللّه مبتدأ والذي خبره وجملة خلق السموات والأرض صلة وما عطف على السموات وبينهما ظرف متعلق بمحذوف صلة لما وفي ستة أيام متعلقان بخلق.
{ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْش ما لَكُمْ منْ دُونه منْ وَليٍّ وَلا شَفيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ} ثم حرف عطف وتراخ واستوى فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو يعود على اللّه وعلى العرش متعلقان باستوى وما نافية ولكم خبر مقدم ومن دونه حال لأنه كان في الأصل صفة لولي ومن حرف جر زائد وولي مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنه مبتدأ مؤخر ولا شفيع عطف على ولي، ويجوز أن تكون ما حجازية على رأي بعض النحاة، والهمزة للاستفهام الانكاري والفاء عاطفة على مقدر يقتضيه السياق ولا نافية وتتذكرون فعل مضارع مرفوع والواو فاعله.
{يُدَبّرُ الْأَمْرَ منَ السَّماء إلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيْه في يَوْمٍ كانَ مقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ} الجملة حالية والأمر مفعول يدبر ومن السماء متعلقان بيدبر والى الأرض متعلقان بيدبر أيضا ومن ابتدائية والى انتهائية، ثم حرف عطف وتراخ ويعرج فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره هو أي الأمر أي يرجع اليه واليه متعلقان بيعرج وفي يوم حال من فاعل يعرج أي كائنا في يوم وجملة كان واسمها وخبرها صفة ليوم وسيأتي مزيد بيان لمعنى هذا الزمان في باب البلاغة، ومما صفة لألف سنة وجملة تعدون صلة.

.البلاغة:

قال النحاس: اليوم في اللغة بمعنى الوقت، فاندفع الإشكال الذي أورده بعضهم مع قوله تعالى في سورة سأل {خمسين ألف سنة} فالعرب تعبر عن مدة العصر باليوم، ويوم القيامة فيه أيام متباينة الأوقات فمنها ما هو مقداره ألف سنة ومنها ما مقداره خمسون ألف سنة فالمراد من ذكر الألف والخمسين التنبيه على طوله والتخويف منه لا العدد بخصوصه ومن شواهد التعبير باليوم عن المدة قول الشاعر:
يومان يوم مقامات وأندية ** ويوم سير إلى الأعداء تأويب

.[سورة السجدة: الآيات 6- 11].

{ذلكَ عالمُ الْغَيْب وَالشَّهادَة الْعَزيزُ الرَّحيمُ (6) الَّذي أَحْسَنَ كُلَّ شيء خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإنْسان منْ طينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ منْ سُلالَةٍ منْ ماءٍ مَهينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فيه منْ رُوحه وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئدَةَ قَليلًا ما تَشْكُرُونَ (9) وَقالُوا أَإذا ضَلَلْنا في الْأَرْض أَإنَّا لَفي خَلْقٍ جَديدٍ بَلْ هُمْ بلقاء رَبّهمْ كافرُونَ (10) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْت الَّذي وُكّلَ بكُمْ ثُمَّ إلى رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)}.

.الإعراب:

{ذلكَ عالمُ الْغَيْب وَالشَّهادَة الْعَزيزُ الرَّحيمُ} ذلك مبتدأ والاشارة إلى اللّه الخالق المدبر وعالم الغيب والشهادة خبر أول والعزيز خبر ثان والرحيم خبر ثالث.
{الَّذي أَحْسَنَ كُلَّ شيء خَلَقَهُ} يجوز في اسم الموصول أن يكون خبرا رابعا أو نعتا أو خبرا لمبتدأ مضمر وأن يكون منصوبا على المدح وجملة أحسن صلة وكل شيء مفعول به وخلقه فعل ماض ومفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره يعود على اللّه وجملة خلقه صفة لشيء في محل جر أو صفة لكل فهي في محل نصب وقرئ خلقه بسكون اللام فيكون بدل اشتمال من كل شيء والضمير عائد على كل شيء.
{وَبَدَأَ خَلْقَ الْإنْسان منْ طينٍ} وبدأ عطف على أحسن وخلق الإنسان مفعول به ومن طين متعلقان بخلق والمراد بالإنسان آدم.
{ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ منْ سُلالَةٍ منْ ماءٍ مَهينٍ} ثم حرف عطف للترتيب مع التراخي وجعل نسله فعل وفاعل مستتر يعود على اللّه ومفعول به ومن سلالة متعلقان بجعل أو في محل نصب على أنه مفعول ثان، وسميت الذرية نسلا لأنها تنسل منه كما سميت النطفة سلالة لأنها تسل منه، وفي الصحاح: النجل: النسل ونجله أبوه أي ولده فالولد سليل ونجل، ومن ماء صفة لسلالة ومهين صفة لماء وهي النطفة الضعيفة.
{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فيه منْ رُوحه وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئدَةَ قَليلًا ما تَشْكُرُونَ} ثم حرف ترتيب وتراخ وسواه فعل وفاعل مستتر ومفعول به والمراد بالتسوية تقويمه في أحسن تقويم ونفخ عطف على سواه وفيه متعلقان بنفخ ومن روحه متعلقان بنفخ أيضا وجعل عطف ولكم متعلقان بجعل والسمع مفعول به والأبصار والأفئدة معطوفان على السمع وقليلا مفعول مطلق وما زائدة مؤكدة للقلة وتشكرون فعل مضارع مرفوع، ويجوز أن يعرب قليلا ظرف زمان فعلى الأول يكون التقدير شكرا قليلا وعلى الثاني زمانا قليلا.
{وَقالُوا أَإذا ضَلَلْنا في الْأَرْض أَإنَّا لَفي خَلْقٍ جَديدٍ} كلام مستأنف مسوق لبيان ضروب من أباطيلهم وسيأتي سر الالتفات في باب البلاغة والهمزة للاستفهام الانكاري وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط متعلق بمحذوف تقديره نبعث وهو جواب إذا أو نخرج بدلالة خلق جديد عليه وجملة ضللنا في محل جر بإضافة الظرف إليها، وفي الأرض متعلقان بضللنا والهمزة للاستفهام الانكاري أيضا وان واسمها واللام المزحلقة وفي خلق خبرها وجديد صفة لخلق.
{بَلْ هُمْ بلقاء رَبّهمْ كافرُونَ} إضراب انتقالي من بيان كفرهم بالبعث إلى ما هو أطم وأدل على سوء ما هم مترددون فيه، وهم مبتدأ وبلقاء ربهم متعلقان بكافرون وكافرون خبرهم.
{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْت الَّذي وُكّلَ بكُمْ ثُمَّ إلى رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ} يتوفاكم فعل مضارع والكاف مفعول به مقدم وملك الموت فاعل والذي نعت لملك الموت وجملة وكل بكم صلة، ثم حرف عطف وتراخ والى ربكم متعلقان بترجعون وترجعون فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل.

.الفوائد:

التفعل والاستفعال:
قال الزمخشري: والتوفي استيفاء النفس وهي الروح قال اللّه تعالى: {اللّه يتوفي الأنفس} ومعلوم أن التفعل والاستفعال يلتقيان في مثل تقضيته واستقضيته وتعجلته واستعجلته وللتفعل معان أخرى ندرجها فيما يلي:
1- مطاوعة الرباعي المضعف نحو نبّهته فتنبّه وجمعته فتجمّع.
2- التكلف نحو تصبّر وتكرّم أي تكلّف الصبر والكرم.
3- الاتخاذ نحو توسّد ذراعه أي اتخذه وسادة وتورّك البعير أي اتخذ وركه مطية.
4- التجنّب نحو تأثّم أي تجنب الإثم وتهجّد أي تجنب الهجود وهو النوم.
5- التدريج نحو تحفّظت الدرس أي حفظته قسما بعد قسم وتجرعت الدواء أي أخذته جرعة بعد جرعة.
وأشهر معاني الاستفعال ما يأتي:
1- الطلب نحو استقدمت فلانا أي طلبت قدومه واستخرجت حل المسألة أي حصلت عليه بعد طلب.
2- الصيرورة نحو استحجر أي صار حجرا واستنوق الجمل أي صار كالناقة واسترجلت المرأة أي صارت كالرجل.
3- النسبة نحو استصوبت رأيه أي نسبت اليه الصواب واستقبحت فعله أي نسبت اليه القبح.
4- اختصار اللفظ نحو استرجع القوم أي قالوا إنا للّه وإنا إليه راجعون.
5- القوة نحو استهتر أي اشتد هتاره واستكبر أي قوي كبره.
وقد تأتي هذه الصيغة بمعنى أفعل نحو استجاب وأجاب وقد تكون مطاوعا له نحو أحكمت البناء فاستحكم وأقمت اعوجاجة فاستقام.